أخبار

مطالبة المغرب بـ”استرجاع” سبتة ومليلية المحتلتين تثير قلق اليمين الإسباني

عاد اليمين الإسباني إلى ممارسة اللعبة التي يحترفها: التجييش الانتخابي باستثمار موضوع العلاقات المغربية الإسبانية لـ”غايات انتخابوية”؛ فقد أعرب تمثيل الحزب الشعبي بالجارة الشمالية بمدينة مليلية المحتلة عن “خيبة أمله من كون التقرير السنوي حول “الأمن الوطني لسنة 2023″، الذي نشرته الأجهزة الأمنية الإسبانية، لا يدرج النقاط التي يتعامل معها المغرب “بطريقة غير ودية” ولها “تأثير سلبي على مليلية وسبتة”.

جاءت هذه التصريحات على لسان فرناندو غوتيريز دياز دي أواتسو، نائب الحزب الشعبي بمليلية، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، مشيرا إلى ما اعتبره تصرفات ناجمة عن “الدولة المجاورة” بشكل “غير عادي” تجاه المدينتين “الإسبانيتين”؛ كمواصلة المغرب عدم فتح الحدود الجمركية مع ثغر مليلية، ولم يتم افتتاح ثغر جديد بسبتة مثلما جرى إعلان ذلك منذ أزيد من سنتين، (…) كما أن “السلطات المغربية لا تسمح للمشتريات والممتلكات الشخصية بالعبور إلى بلادها”، وفق تعبيره.

“يمين شارد”

عبد الحميد البجوقي، كاتب ومتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية، اعتبر أن “هذه التصريحات تكرس حرفة اليمين الإسباني في استثمار المناطق الحساسة بإسبانيا لإحراج الحكومة المركزية والضغط عليها، بكل الطرق الممكنة”، مبرزا أن “هذا اليمين يعي جيدا بأن العلاقات مع المغرب تتم اليوم بندية وبشكل مختلف، وأن المغرب لم يتخل نهائيا عن مغربية الثغرين المحتلين من طرف إسبانيا”، وزاد: “اليمين يعتقد أن المغرب يمكن في أية لحظة أن ينتقل إلى السرعة القصوى في المطالبة باستعادة مدينتيه”.

وأوضح البجوقي، ضمن قراءة قدمها لهسبريس، أن “زيارة بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، إلى المغرب رسمت خطوطا جديدة للتعاون مع الرباط؛ وهو ما حرك النقاش حيال إدارة المجال الجوي في الصحراء المغربية الذي تديره مدريد، والمغرب ينتظر أن يتسلمه قريبا”، مسجلا أن “هذه الطريقة، التي صار المغرب يفرض بها سياسة الأمر الواقع انطلاقا من دبلوماسية قوية، هي ما يقلق اليمين بإسبانيا ويسعى إلى بث المزيد من الخوف من المغرب والركوب على القضية انتخابيا”.

وأشار المتحدث عينه إلى أن “محاولة تصوير المغرب كبلد يضر اقتصاديْ سبتة ومليلية من خلال عدم فتح الحدود الجمركية تصطدم بسيادة المغرب الكاملة في اتخاذ هذه الخطوة”، معتبرا أن “الرباط لديها رؤية واضحة لهذا الموضوع، وقد تم تدارسها على هامش الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين قصد الوصول إلى اتفاق نهائي ومقبول ونابع عن المصالح المشتركة لكل النقط الخلافية”.

وخلص المتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية إلى “شرود اليمين الإسباني وسط هذا الزخم، نتيجة التمسك بسرديات انتخابوية ليس إلا”.

“استنزاف لسانشيز”

محمد ظهيري، الأستاذ بجامعة كومبلوتينسي بمدريد بإسبانيا، عد تصريحات المسؤول المحلي بمليلية “مجرد ابتزاز لحكومة بيدرو سانشيز، تمارسه حتى أعلى هيئات الحزب الشعبي؛ بمن فيهم ألبرتو نونيز فاييخو، زعيم الحزب ذاته، في الملفات التي نجح فيها، وضمنها العلاقات المغربية الإسبانية”.

وأكد ظهيري أن “الحزب اليميني يريد أن تكون هذه العلاقات المتميزة مكسبا محسوما لهم؛ لكن الناخب الإسباني حسم النقاش لصالح سانشيز”.

واعتبر الأستاذ الجامعي ذاته، ضمن إفادات قدمها لهسبريس، أن “هذه التصريحات تعبر عن توجه الحزب الشعبي في هذا الموضوع، رغم أن كل التصريحات من هذا القبيل تصطدم بخارطة الطريق المعلنة في أبريل 2022 بين المغرب وإسبانيا”، منبها إلى أن “هذه التصريحات لها حمولة انتخابية محلية أيضا، بمعنى هي أقوال للاستهلاك الداخلي وسط حدود المدينة المغربية المحتلة: مليلية، ولذلك هي تستهدف أساسا ناخبيه”.

وشدد الأكاديمي المغربي على أن “التصريح ليس موجها إلى المغرب، ولو أنه يستثمر المملكة المغربية كموضوع. ولهذا، فرناندو غوتيريز دياز دي أواتسو لم يقل هذا الكلام حين تقديم التقرير السنوي حول “الأمن الوطني خلال سنة 2023” بمجلس المستشارين”، خالصا إلى أن “هذه الأقوال تأتي أيضا في سياق عام يكشف أنه منذ تشكيل الحكومة لم يقبل الحزب الشعبي خسارة الحكومة المركزية؛ ولهذا، يبذل كل ما بوسعه لاستنزاف حكومة بيدرو سانشيز”.

المصدر : هسبريس

إغلاق